أن يعرف الإنسان من هو؟ وإلى أين يتجه؟
تلك أكبر المسائل التي حيرت الناس منذ القدم، كما أنها من ضمن الأسئلة المقلقة والمحيّرة التي عاشت وعاثت في عقول الفلاسفة منذ ظهرت الفلسفة كونها أسئلة مصيرية يحتاج الإنسان إلى أن يعرف إجاباتها.
وهي من أكبر أسباب مشاعر القلق والاضطراب الفكري ذلك لأنها تحدد ملامح الهوية التي تشكل لها ملامح ثابتة ومستقرة تتسم بالتناسق والاتزان.
كما تُعد من أهم الأهداف التي يسعى الإنسان إلى تحقيقها وخاصة في مراحل الشباب الأولى.
ولا يمكن لإنسان يعيش في هذه الحياة ويحاول أن يبني شخصيته ويحدد ملامح مميزة لنفسه - وهذا من ضرورات مرحلة الشباب - لا يمكن له ذلك دون أن يُجيب على تلك الأسئلة التي تحدد بدايته ونهايته ودوره فيما بين ذلك:
من أنا؟
لماذا وُجدت على هذا الكون؟ ولماذا وجد الآخرون؟
من أين جاء هذا الكون؟
ما هو هدف هذه الحياة؟
وما هو دوري في هذه الحياة وفي هذا الكون؟
هذه الأسئلة المقلقة التي يحتاج معرفة إجاباتها كل إنسان تضطرب بشكل أكبر في نفس الشاب في بدايات حياته؛ وبناءاً على الإجابات النهائية التي يصل إليها يتحدد مستوى الهوية لديه وتبعاً لذلك قد يختفي الصراع أو يحدث وقد يزداد اضطراباً إلى حدّ المرض النفسي في بعض الحالات.
وبدوري أسأل هل تُعد تلك الأسئلة التي حيّرت الشباب ودوّخت الفلاسفة هل هي بهذه الصعوبة حتى لا نستطيع أن نصل إلى إجاباتها؟
أمّا بالنسبة لي فأنا لا أشك في صعوبتها لو ترك الإنسان وحده ليجيب عليها، وهذا ما يثبته تاريخ الفلسفة؛ ولهذا فإن الله الكريم الرحيم رحمة بهذا الإنسان وإكراماً له قد تكفل بإجابتها بنفسه سبحانه وتعالى لئلا نضل ونشقى.
وقد رسم لنا المولى تبارك وتعالى صورة كاملة وتامة للإجابة على تلك الأسئلة المحيّرة حتى أصبحت واضحة كوضوح النهار.
وسأنقل هنا بعض ما جاء في القرآن الكريم حول التصور الإسلامي[1] عن الإنسان والكون والحياة التي تُكون هويته وتبني شخصيته بشكل متناغم ومتسق مع ما حوله.
1- التصور الإسلامي عن الإنسان:
أ- أصل خلق الإنسان من طين ونفخة من روح الله. قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 28، 29].
ب- الإنسان مخلوق مكرم قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70]
ج- الإنسان مُستخلفٌ في الأرض قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30].
د- سخّر االله للإنسان ما في الكون لعمارته قال الله تعالى: ﴿ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾.
هـ- مهمة الإنسان الأولى العبادة قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].. و (.. العبادة المقصودة بحكم النص القرآني أن الإنسان العابد لا بد أن يكون عاملا منتجا، باعتبار أن العمل الجاد هو السبيل لإسعاد الفرد والجماعة، وفى هذا يقول -سبحانه وتعالى-: ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 41] [2]. والتمكين لا يكون دون بذل الأسباب الموصلة إليه وبناء المجتمع القوي المتماسك.
و- المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف قال النبي صلى الله عليه وسلم:( المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز..) رواه مسلم.. والقوة مطلب شرعي لكنها يجب أن تبقى ضمن الإيمان والعبودية لله وما لم تحكمها الأخلاق فسيكون ضررها أعظم من نفعها.
2- التصور الإسلامي عن الكون:
الكون هو الميدان الفسيح الذي يرى الإنسان فيه قدرة الله تعالى وعظمته وبديع خلقه وينقسم إلى عالمين هما:
عالم الغيب وهو ما لا نستطيع إدراكه بالحواس.لكننا نؤمن به على ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة مثل عالم الملائكة وعالم الجن وغيرهما.وهو من مقتضيات الإيمان كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 3].
والثاني: عالم الشهادة وهو ما نستطيع مشاهدته ونحس به.وما فيه من كائنات ومخلوقات.
وكل هذا الكون بما فيه يعبد الله ويخضع له ويسبح بحمده كما قال تعالى: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 44].
فإذاً كما نحن نعبد الله فإن جميع الكون يعبده لكن كل مخلوق يؤدي العبادة التي هُيئ لها.
3- التصور الإسلامي عن الحياة:
أ- الحياة ميدان للبذل والعطاء. قال الله تعالى: ﴿ قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ ﴾.
وقد عدّ بعض الباحثين[3] آيات الإنفاق في القرآن الكريم فوجدها مائة وآيات الصدقة عشرين آية فهذه مائة وعشرون آية تحض على البذل والعطاء والتنافس في ذلك.
ب- الحياة الدنيا متاع مؤقت وجسر إلى الآخرة قال تعالى: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [الحديد: 20].
ج- الحياة الدنيا ميدان للصراع بين الحق والباطل والخير والشرّ والفضيلة والرذيلة قال تعالى: ﴿ ولَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [سورة البقرة: 217].
وقال تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [الصف: 8].
د- الحياة دار ابتلاء وامتحان تحتاج إلى صبر وتضحية قال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].
هـ - الحياة فرصة لا تعوض ولذلك ينبغي أن يستغلها الإنسان فيما يعود عليه بالنفع في الآخرة قال الله تبارك وتعالى:﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99، 100].
4- إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا: هذا جزء من آية في سورة فاطر كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6] وهي كما ترى أمر إلهي وبيان لمستقبل من يتبعون الشيطان.
والشيطان مهمته الأولى إضلال بني آدم كما أقسم على ذلك ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [ص: 82].
ولن يدع طريقاً لإغواء بني آدم إلا ويسلكه قال تعالى: ﴿ ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [سورة الأعراف: 17].
وله مهام يسعى لتحقيقها: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا * إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا* أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ﴾ [النساء: 116 - 121].
وهنالك صراع دائم بين الملائكة والشياطين على قلب ابن آدم كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للشَّيطانِ لمَّةً بابنِ آدمَ وللملَكِ لمَّةً: فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ، فإيعادٌ بالشَّرِّ، وتَكْذيبٌ بالحقِّ، وأمَّا لمَّةُ الملَكِ، فإيعادٌ بالخيرِ، وتصديقٌ بالحقِّ، فمن وجدَ ذلِكَ فليعلَم أنَّهُ منَ اللَّهِ فليحمَدِ اللَّهَ، ومن وجدَ الأخرى، فليتعوَّذ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ، ثمَّ قرأَ: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ﴾ الآيةَ ومن هنا نعلم أن جميع أنواع التسويل والمشاعر السلبية إنما يكون مصدرها من وسوسة الشيطان ولضعفه فإن الاستعاذة منه تُبعده وذكر الله عز وجل يطرده؛وهو لا يملك غير الوسوسة وكلما اقترب الإنسان من طاعة الله كلما اشتد الشيطان في وسوسته للإنسان وخوفه ومعرفة هذا جيداً والإيمان به يساعد الإنسان على تجاوز كثير من المشكلات والمخاوف التي تعترض حياته.
كان ذلك بعضاً مما ورد في القرآن الكريم من بيان لتلك الأسئلة التي حيرت العالم ونغصت عيش الفلاسفة وهي أسئلة وجودية على أساسها يبني الفرد شخصيته ويمارس دوره في الحياة وبقدر اطمئنانه ومعرفته لحقيقة وجوده وغايته يكون دوره متسقاً مع الكون والناس من حوله ويتحول لأداء مهمته التي تُنتظر منه؛ وإذا عجز عن فهم ذلك وتصوره عاش حياةً مضمّخة بالصراع وقلباً مشتتاً وضاع عمره هباء يطرد خلف السراب للبحث عن إجاباتها في صحراء الجهل.
ودعني ألخص هذا التصور الذي ينبغي لنا أن نربي عليه أبنائنا منذ نعومة أظفارهم حتى نساعدهم على تكوين هويتهم بما يُحقق لهم الطمأنينة:
الإنسان مخلوق من طين - أرضي - بكل ما في ذلك من معاني تدل على ثقله والتصاقه بالأرض ونفخة من الروح - سماوية - ترقى به إلى السماوات العلا؛ وهومخلوق مكرم ومستخلف وقد سُخرت له الكائنات وكلُ ما في الأرض ليعمرها بطاعة الله وعبادته.
وهو يعيش في كون كُشف له ما يتناسب مع حاجاته ووظيفته وغُيّب عنه جانب من الكون اختباراً له وامتحاناً كما غُيّبت عنه أمور لعجزه عنها وعدم كفاية طاقته وحواسه لاستقبالها.
وهو مكلفٌ بالعبادة بما يتناسب مع إمكاناته كما أن جميع المخلوقات الأخرى مكلفة بعبادة تتناسب مع مكانها ووظيفتها في الحياة الدنيا؛ وهذا ما يشعره بالتناغم والانسجام مع الكون حوله.
وهو يحيا حياة جعلها الله ممراً وجسراً للآخرة ليبتليه ويرى عمله ولهذا فقد امتلأت حياته بالمزعجات والكدح والكدّ والصراعات حتى لا يركن إلى الدنيا ويعمل للآخرة إذ كلُّ ما في الدنيا يدلُ على نقصها وسرعة انقضائها.
ومهما أغرته نفسه بشيءٌ منها أو زيّن له الشيطان الوقوع في المعصية والزلل وتعرض لأخطاء تدفعه إليها طبيعة تكوينه الطيني فإنه يبقى قادراً على النهوض من جديد بفعل جانبه الروحي لتصحيح مساره وهو مع تعرضه لفترات الضعف الإنساني إلا أنه متسق ومستقر نفسياً مع الكون حوله ويعرف دوره ضمن هذه الحياة وهذه الكائنات.
فهل يفهم ذلك أدعياء العقلانية من متفلسفة الشباب الذين غرقوا في البحث الفلسفي على غير هدى ولا كتاب منير؟
[ هل تعلمون ما معنى أن الله موجود؟
معناه أن العدل موجود والرحمة موجودة والمغفرة موجودة
معناه أن يطمئن القلب وترتاح النفس ويسكن الفؤاد ويزول القلق فالحق لابد واصل لأصحابه..
معناه لن تذهب الدموع سدى ولن يمضي الصبر بلا ثمرة ولن يكون الخير بلا مقابل ولن يمر الشر بلا رادع ولن تفلت الجريمة بلا قصاص..
معناه أن الكرم هو الذي يحكم الوجود وليس البخل وليس من طبع الكريم أن يسلب ما يعطيه..فإذا كان الله منحنا الحياة فهو لا يمكن أن يسلبها بالموت..
فلا يمكن أن يكون الموت سلباً للحياة.. وإنما هو انتقال بها إلى حياة أخرى بعد الموت ثم حياة أخرى بعد البعث ثم عروج في السماوات إلى مالا نهاية].
كتبه
خالد بن محمد الشهري
مشرف علم نفس بتعليم الشرقية
0 التعليقات :
إرسال تعليق