التقنية اليوم لم تعد خيارًا هل نستخدمها أم لا؟ فلقد فرضت نفسها علينا في كل نواحي الحياة التي نعيشها و يندر أن تقوم بأي نشاط اليوم لا يعتمد على التقنية.وليس التعليم بدعًا من الأمر.
ولعملي في مجال تدريب العاملين في التعليم قدمت عدة برامج تدريبية وكان أحدها عن تفعيل التقنية في التعليم وحين أعددت حقيبته تجمعت لدي معلومات مهمة عن الفوائد التي يمكن أن نجنيها من خلال استخدام التعليم الالكتروني وتفعيل التقنية في التعليم بشكل مخطط له ومدروس.
ومن خلال استعراضي لمنصات التعليم الالكتروني التي كانت أجنبية ظهرت لي إمكاناتها القوية وكنت أتمنى لو كانت هنالك تقنية عربية بالكامل تدعم نظام MOOC في التعليم الالكتروني المفتوح عن بعد.
ولم يطل بي الزمن حتى ظهرت عدة منصات كان من أفضلها في وجهة نظري منصة رواق لعدة أسباب منها:
1-أنها مجانية بالكامل وغير ربحية.مما يدعم نشر التعليم إلى أبعد حدّ .
2-أنها تحتوي تقنية متقدمة وسهلة للمستخدم سواءًا أكان طالبًا أو معلمًا.
3-أنها ذات توجه محايد ولا تتحيز لأي فكرة أو حزب أو مذهب أو طائفة وإنما تهتم بنشر العلم.
4-أنها تدقق في المحتوى الذي يُقدم من خلالها.
5-مؤسسيها من خيرة الشباب المختصين والطموحين.
6-أنها تقوم بالتواصل السريع مع كل المستفيدين من خدماتها.
7-لدى القائمين عليها طموح عال لعقد شراكات مع المؤسسات التعليمية الموثوقة والمهتمة بالتعليم الالكتروني المفتوح.
من هنا بدأت في التواصل معهم وقدمت من خلال منصة رواق برنامجا تدريبيا بعنوان الإشراف التربوي وذلك لأني رأيت عدم وجود ما يخدم التعريف بهذا المجال على أهميته في الميدان التربوي.
وحين بدأت في البرنامج كنت أتوقع ألا يتجاوز العدد مائتين طالب ولكن أعداد الملتحقين حتى آخر يوم كانت 2760 طالبا غير المنسحبين.
وهذا عائد في وجهة نظري لنشر البرنامج في وسائل التواصل الاجتماعي؛ ولجاذبية تصميم المنصة بشكل يساعد المتعلم .
وكان البرنامج متميزًا بإضافة أخرى وهي أن أكثر المشاركين تفاعلاً وإثراءًا له هم مشرفين تربويين؛ كما أن المشاركين من جميع البلاد العربية مما فتح آفاقًا في التعرف على التعليم في العالم العربي من خلال النقاشات مع هؤلاء الزملاء في أنحاء الوطن العربي.
لهذا ولغيره فإن قناعتي تزداد يومًا بعد آخر بأهمية تفعيل مثل هذه البرامج من خلال التعليم الالكتروني المفتوح سواءًا أكان متزامنًا أو غير متزامن.
ولن أتحدث كثيرًا عن منصة رواق رغم إعجابي بريادتها ويمكن لمن أراد أن يدخل إلى صفحة رواق للتعريف بها على الرابط
http://www.rwaq.org/pages/about
ولكني أذكر كل مسئول ومهتم بالتعليم سواء في التعليم العام أو الجامعي أن الاعتماد على أمثال هذه المنصات وإقامة شراكات معها سيساهم في حل مشكلة ميزانيات التعليم ونقص المعلمين وعدم وجود مباني مدرسية ويوزع التكلفة بين المشاركين في العملية حيث أن الطالب يقوم بتوفير تجهيزاته للتواصل مع المدرسة أو الجامعة عبر المنصة التعليمية.
وتبقى أمور مثل التحقق من هوية الطالب ومشاركته في البرنامج بشكل حقيقي من الأعمال التي يمكن تنفيذها بشكل تقني مباشر.
كما أن هنالك أمور تتعلق بنوع المادة وتطبيقاتها وهذه يمكن حلها بشكل عملي في أغلب التخصصات وتبقى بعض التخصصات العملية البحتة التي يمكن أن يكون لها مراكز تدريب وتطبيق عملي بحسب حاجة المادة.ولم يعد هنالك مجال للتشكيك في فائدة التعليم الالكتروني بشقيه المتزامن وغير المتزامن وهذا أمر تثبته تحركات الجامعات الكبرى التي استغنت الآن عن نظام الانتساب واستبدلته بنظام التعليم عن بعد ولعل أحدثها الجامعة السعودية الالكترونية ؛ كما قامت وزارة التعليم بفتح عدد من الفصول للتعليم الالكتروني عن بعد قريبًا وقد دشنها الأمير خالد الفيصل قبيل مغادرته منصب وزير التعليم والوزارة سائرة في هذا المجال بشكل جاد ؛ لكن مع ذلك فإن تحرك مؤسسات التعليم الحكومية تكون عادة بطيئة لأسباب كثيرة .
المهم أننا لا بد أن ندخل المنافسة للوصول إلى عالم المعرفة و لاشيء يمنعنا فالامكانات متاحة والخبرات الوطنية متوفرة والطموح فوق الوصف وإنما تؤخذ التقنية غلابا.
كتبه
خالد بن محمد الشهري
مشرف علم النفس بتعليم المنطقة الشرقية
ومحاضر في منصة رواق لمادة الإشراف التربوي
0 التعليقات :
إرسال تعليق