شباب داعش والإلحاد وجهان لعملة واحدة

السبت، 25 يوليو 2015

                                                  نتيجة بحث الصور عن داعش في أسرائيل




داعش إنحراف فكري نتاج أزمة حضارية وقصور مؤسسي وتربوي..وتجفيف منابعه يجب أن يتم عن طريق وقف أسبابه.

وحتى الآن نحن نشتغل على النتيجة وتركنا الأسباب.

من ملاحظاتي أستطيع أن أجزم أن أسباب توجه بعض الشباب نحو داعش هي ذاتها أسباب توجه فئة أخرى نحو الإلحاد

هي نفس الأسباب تماما لكن ردّات الفعل مختلفة ونحن في أزمة حضارية عالمية شكلت ضغوطًا قوية على هؤلاء الشباب فظهرت النتيجة مختلفة مع أن السبب واحد.

تماما كما يتعرض الناس لضغوط الحياة اليومية فتكون استجابة بعضهم ضغط دم وبعضهم قلق وبعضهم أمراضا جلدية.

لهذا نحن محتاجون للحد من خلايا داعش وتوجه الشباب نحوها أن نتفهم مشكلاتهم الخاصة ومشكلة المجتمع المحيط بهم ومشكلة العالم.

وحتى الآن طريقة علاجنا مرتكزة على الخطب والمواعظ للحد من فكر داعش ولا شك أنها مفيدة لكنها بالتأكيد ليست كافية.

ولنلاحظ أن استقطابهم يتم عن طريق النت ومواقع التواصل لهذا فإن خطة توعيتهم لابد أن تبدأ من هناك.

وأتعجب من الذين يتهمون الإسلام والدعوة الوهابية بتوجه بعض شبابنا إلى داعش وللرد عليهم أن يفسروا لماذا بعض آخر من الشباب إلى الإلحاد.

كما أن عليهم أن يفسروا لماذا عدد الشباب التونسيون في داعش أكبر مع أنهم نشأوا في بلد كان يحارب الإسلام في أيام بن علي

كما أن هنالك المئات من الأوروبيين المنظمين إلى داعش جاؤا من بلاد الرفاهية والحضارة ولا ينقصهم شيء سواء من حيث الحريات أو الطموح في المستقبل المرفه الذي تمكنهم من تحقيقه تلك البلدان التي قدموا منها.

ولو كان التوجه إلى داعش بسبب الوهابية لم نجد بعض شباب الشيعة في السعودية يتجهون إلى جماعات ومليشيات شيعية في الطرف المقابل لداعش التي تدعم نفس الفكر لكن تحت لبوس شيعي.

وللبحث في الظاهرة من الناحية النفسية فإن هنالك أمر مهم جدًا يعرفه المختصون في علم النفس يسمى السلوك المضاد للمجتمع يظهر لدى بعض النشء وهو اضطراب سلوكي معروف وله أسباب مختلفة.

كما أن هنالك ما يسمى بالتشوه الإدراكي الذي يصيب بعض الأفراد حيث يرون بأنهم وحدهم على حق وغيرهم على باطل ويجب أن يتبعهم الآخرون على ما يقررونه لهم  حتى لو اضطروا أن يجبروهم على طاعتهم.

أضف لذلك مركب النقص الذي يشعر به أحدهم وعدم قدرته على إنجاز أي نجاح على المستوى الشخصي بناءًا على معايير البيئة الاجتماعية المحيطة به وقد يكون يجهل كيف يحققه أصلاً؛ يدل على ذلك أن أكثرهم لم يتجاوزوا مراحل التعليم العام ؛ كما أن عددًا منهم متورط من قبل في قضايا جنائية أو أخلاقية.

وهنا قد تتظافر هذه الأسباب مع مجموعة من العوامل المرضية الأخرى التي تشكل شخصية من يتجه إلى داعش فيتولاه بعض دعاتهم المضلين الذين يغرسون في نفسه أنه سيدخل الجنة؛خاصة وأنهم من صغار السن وتجربتهم في الحياة محدودة ورصيدهم من العلم لا يكاد يذكر.

وهنا يجتمع لدى الشاب مع كثرة الضخ فيما يُشبه عملية غسيل الدماغ مع عزله عن أصحاب الحجة الذين يمكن أن يدلوه على الصواب فيحدث لديه إشباع لفكره المرضي وسلوكه المضاد للمجتمع وفوقها هدية من قادة داعش بأنه سيدخل الجنة.

فيقول الشاب المسكين ربح البيع "تخريب وجنة" يازينها!!

وهنا يصل إلى مرحلة الاستعجال للوصول إلى الجنة في عملية الخلاص التي عرفتها الحركات المشابهة في الديانات الأخرى وحتى في الحضارات المتقدمة.

لكل هذا نؤكد على أن الشباب الذين يلتحقون بخلايا داعش هم مأزومين نفسيا ومرضى ويستحيل أن تجد واحدًا منهم نشأ نشأة سوية.

وهم مستغلون من قبل قيادات داعش الاستخباراتية التي لا يعلمون هم عنها شيئًا وإني أتحدى أيّ شاب داعشي أن يعرف من هم قادته وما هو تاريخهم وما هي خططهم.

.

وبنفس الدرجة ستجد أتباع إلحاد مأزومين نفسيا. لكن ردة فعلهم مختلفة و مصادر التأثير عليهم مختلفة.

لهذا ستجدهم أتباع إلحاد هم وأتباع داعش بنفس ردات الفعل حينما تناقشهم وتجادلهم بنفس الفكر والتزمت وسوء الأدب في النقاش.

كما أني من خلال ملاحظتي الشخصية لاحظت أنه قد يتحول أحد الداعشيين إلى فئة الإلحاديين وقد يحدث العكس في الطرف الآخر بدون سابق إنذار وبشكل سريع وهذا ملاحظ بشكل واضح في التكفيريين السابقين قبل ظهور داعش.مما يؤكد الأزمات النفسية التي يعاني منها كلا النموذجين.

بقيت مسألة مهمة جدًا يجب التنويه لها وهي أن هذه الحالة سواء الفكر التكفيري أو الفكر الإلحادي سلوك مرضي حتى ولو كان ظاهرة بسبب شناعة الأعمال التي يقومون بها حيث يقوم الشاب الداعشي بتفجير المساجد وقتل الأقارب ويقوم الشاب الملحد بالاعتداء بوقاحة وبجاحة على ثوابت الدين إلا أنهم جميعًا كما في جميع الأمراض والسلوك غير السوي يبقون أقلية إذ كم عدد هؤلاء وكم عدد هؤلاء نسبة إلى عدد الشباب في مجتمعنا؟

لكن الحديث عن علاجهم لابد أن يتم على أعلى المستويات لأنهم يشكلون جزءًا من الجسد الذي يتداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر لأن هذا الجزء الصغير موعوك.

وعند الحديث عن علاج هذه المشكلة فلابد من الأخذ بعين الاعتبار اشتراك جميع المختصين في وضع خطط العلاج قصيرة المدى والبعيدة.ولنتذكر أن الحفاظ على هوية المجتمع وأمنه ليست نزهة. بل قضية صراع وجود وتحدي حضاري.

حفظ الله ديننا وبلادنا وأبنائنا من كل شر.


كتبه

خالد بن محمد الشهري

مشرف علم نفس بتعليم الشرقية

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
بوح قلمي ،،، أبو بكر بن محمد | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .